بكتيريا مستشفية تهدف إلى “أكل” البلاستيك—اكتشاف جديد قد يعيد صياغة مستقبل النظافة والعلاج
في خطوة غير متوقعة، أعلن باحثون في الهند عن اكتشاف بكتيريا مستشفية شهيرة، Pseudomonas aeruginosa، قادرة على تحليل أنواع من البلاستيك المستخدم في الأجهزة الطبية مثل الخيوط الجراحية، والدعامات، وضمادات الجروح، وفق دراسة نُشرت مؤخرًا في Cell Reports .
هذه البكتيريا، المعروفة بتسببها لعدوى خطيرة في المستشفيات، لا تقتصر الآن على البقاء ضمن جسم الإنسان، بل تمتلك إنزيمات “كاسحة” للبلاستيك تُستخدم كمصدر للطاقة. وهذا يمثل تحولًا جذريًا: من مجرد مسبب مرض إلى آلة حقيقية لتحليل المواد البلاستيكية في المستشفيات .
النتائج تحمل فائدة مزدوجة: أولاً، فتح آفاقًا جديدة لتصميم أدوات طبية يمكن أن تتحلل عند انتهائها من المهام، مما يقلل النفايات الطبية. وثانيًا، أعادت تسليط الضوء على مدى تطور هذه البكتيريا وكيف يمكن أن تستفيد من بيئتها بشكل يفوق المتوقع.
يُنظر إلى هذا الاكتشاف على أنه إنذار—فإذا استُخدمت هذه البكتيريا سلبًا، قد تُضعف الأجهزة الطبية داخل الجسم أو في بيئات حساسة. لكن التحدي الأكبر يكمن في استثمار خصائصها المفيدة ضمن نطاق مراقَب ومحكوم.
تطالب الدراسة بخطوتين مهمتين: تطوير نماذج لتنظيف النفايات البلاستيكية الطبية بأمان، وتحسين تصميم هذه الأجهزة لتصبح قابلة للتحلل عند تفعيل الإنزيمات، دون التأثير على وظيفتها الطبية.
الحسم العلمي سيتطلب دراسات موسعة على مدى التطبيق السريري، وطرق نقل هذا الاكتشاف من المختبر إلى أرض الواقع. لكن البديل المتاح حاليًا—إلقاء الأدوات الطبية في المكبات—هو خيار لا يمكن استمراره.
هذا الاكتشاف، الصادق 100%، يحمل ثنائية الأمل والتحذير، ويطرح أسئلة حيوية:
- هل يمكن أن نستخدم هذه البكتيريا لتحويل النفايات الطبية إلى موارد نظيفة؟
- أم أن ضعف الأجهزة الطبية بسبب البكتيريا ذاتها يمثل تهديدًا حقيقيًا للجسم البشري؟
الانضمام إلى المحادثة