تجربة ناسا المذهلة: ماذا حدث عندما أرسلت عنكبوتًا إلى الفضاء ؟؟

عناكب في الفضاء!.. كيف كشفت تجربة ناسا الغريبة أسرار تأثير انعدام الجاذبية على الكائنات الحية؟

 في خطوة جريئة تمثل قمة الإبداع العلمي، نفّذت وكالة الفضاء الأميركية ناسا عام 1973 تجربة غريبة وفريدة من نوعها حملت اسم “العناكب في الفضاء”. هذه التجربة لم تكن مجرد محاولة ترفيهية، بل سعت للإجابة عن سؤال علمي بالغ الأهمية:

تجربة ناسا المذهلة: ماذا حدث عندما أرسلت عنكبوتًا إلى الفضاء ؟؟


هل تستطيع العناكب بناء شبكاتها في بيئة منعدمة الجاذبية؟


🧠 الفكرة التي بدأت من طالبة مراهقة


المثير في هذه التجربة أنها بدأت من فكرة شابة مبدعة تُدعى جوديث مايلز، تبلغ من العمر 17 عامًا فقط. شاركت جوديث في برنامج مدرسي تابع لناسا يسمح للطلاب باقتراح تجارب علمية لإجرائها على متن محطة “سكاي لاب”.

اقتُبست فكرتها، وتم اختيار عنكبوتتين من فصيلة “عنكبوت الحدائق الأوروبي” أُطلق عليهما لاحقًا “أرابيلا” و**“أنيتا”**.


🛰️ إطلاق العناكب إلى المدار


في 28 يوليو 1973، تم إرسال العنكبوتتين على متن مركبة “سكاي لاب 3”، وتم وضعهما في حاويتين زجاجيتين مخصصتين داخل المختبر الفضائي.

بعد وصول المركبة واستقرار الطاقم، وُضعت العنكبوتة “أرابيلا” داخل حوض خاص لمراقبة سلوكها، وكانت النتائج… مدهشة!


🕸️ صعوبات أولى… ثم تكيف مذهل


في البداية، بدت محاولات أرابيلا لبناء شبكتها ضعيفة وغير منظمة. ومع غياب الجاذبية، واجهت العنكبوت صعوبة في تحديد الاتجاهات.

لكن مع مرور الوقت، بدأت تتأقلم بسرعة، ونجحت في نسج شبكة أكثر تناسقًا وتنظيمًا. تم لاحقًا إدخال “أنيتا” لتوسيع التجربة، ولاحظ العلماء أن العناكب تتعلّم وتتكيّف بسرعة في بيئة الفضاء.


🌌 ما أهمية هذه التجربة؟


تكمن أهمية التجربة في كون شبكة العنكبوت مرآة حقيقية لوظائف الجهاز العصبي. بناء الشبكة يتطلب تنسيقًا حسيًا وحركيًا عالي الدقة، وهو ما يتأثر بانعدام الوزن.

من خلال تحليل تصرفات العناكب، توصل العلماء إلى استنتاجات مهمة حول كيفية استجابة الجهاز العصبي للكائنات الحية في بيئات غير أرضية، مما يفتح آفاقًا لفهم أعمق لتأثير الفضاء على جسم الإنسان.


🧬 تطبيقات على الإنسان


أكدت وكالة ناسا أن فهم سلوك العناكب يمكن أن يقدم رؤى غير مسبوقة حول تأثير الجاذبية الصفرية على الأعصاب البشرية، وهو أمر بالغ الأهمية لبعثات السفر الطويلة إلى القمر والمريخ.


🕯️ نهاية حزينة… وإرث خالد


رغم النجاح العلمي الكبير، لم تنجُ العنكبوتتان “أرابيلا” و”أنيتا”، إذ يُعتقد أنهما توفيتا بسبب الجفاف داخل محطة سكاي لاب.

لكن أثرهما العلمي لا يزال قويًا، فقد ألهمت تجربتهما العديد من الدراسات الحديثة حول سلوك الكائنات الحية في الفضاء.


🛰️ تجارب لاحقة تؤكد: العناكب تتأقلم في الفضاء


منذ تلك التجربة، أجرت ناسا تجارب متعددة لدراسة سلوك العناكب على متن محطة الفضاء الدولية (ISS). وخلص العلماء إلى أن الشبكات التي تُبنى في الفضاء أكثر تناسقًا، ويتمركز مركز الشبكة في المنتصف، على عكس ما يحدث على الأرض حيث يكون باتجاه الأعلى بسبب تأثير الجاذبية.